السبت، 10 ديسمبر 2016

أكبر كارثة نووية تسرب المفاعل النووي تشيرنوبل

تقع محطة تشرنوبيل (Chernobyl NPP) على بعد 130 كيلو متراً شمال مدينة كييف عاصمة جمهورية أوكرانيا، كما تقع على بعد 15 كيلومتراً شمال مدينة تشرنوبيل
بدأت أحداث هذه الكارثة في الساعات الأولى من صباح يوم السبت 26 إبريل عام 1986 م، حيث كان ما يقرب من 200 موظف يعملون في مفاعل الطاقة النووي (تشرنوبيل)
أثناء إجراء التجربة في الوحدة الرابعة حدث عطل في دائرة التبريد
قد نتج عن هذا العطل ارتفاع درجة حرارة قلب المفاعل إلى حوالي 4000 درجة مئوية مما تسبب في انصهار قلب المفاعل، ولذلك السبب حدث انفجار هائل في مبنى المفاعل تلاه بثوان انفجار آخر، وتسبب الانفجاران في تدمير سقف المفاعل وقذفا قطعاً من مبنى المفاعل الإسمنتية خارجه، كما تطايرت مواد الجرافيت مع قطع أخرى من المفاعل في الهواء.

ترك ذلك الانفجار ثقباً في بناء المفاعل معرضاً نواته(قلبه) للهواء الخارجي، ونشبت النيران في الجرافيت المحيط بنواة المفاعل وارتفع الدخان المتصاعد من المفاعل حوالي كيلومتر واحد في الهواء حاملاً معه وقود اليورانيوم بالإضافة إلى بقية المواد الإنشطارية التي خرجت من نواة المفاعل والغازات العادية الأخرى، وقد سقطت الأجزاء الثقيلة الناتجة عن الانفجار قريباً من موقع المفاعل، في حين أن الجزيئات الخفيفة طارت مع السحابة الإشعاعية شمال شرق المفاعل لتلوث كل ما تحط عليه، أما الأجزاء الأكثر خفة فقد ارتفعت في الهواء كيلومتراً واحداً بسبب حرارة الانفجار ثم اتجهت إلى الشمال الشرقي من موقع المفاعل. حملت الرياح السحابة المشعة إلى كثير من دول أوروبا، فقد وصلت آثار الإشعاع إلى أجواء فنلندا والسويد بعد يومين من الحادث أي في 28/4/1986م - وهذا الذي أدى إلى إعلان خبر الكارثة – ووصلت أيضاً إلى ألمانيا وفرنسا في 29/4 ، كما وصلت أيضاً إلى وسط أوروبا وشمال إيطاليا وتركيا، كما تم اكتشاف وجود البنتونيوم -239 أجواء السويد، والبلوتونيوم- 239 في أجواء كل من ألمانيا وإيطاليا وفنلندا، كما تم التعرف في السحابة المشعة على كثير من النظائر المشعة (مثل اليود-131، واليود132، والتليريوم132، والروثنيوم103، والسيزيوم134، والباريوم140، كما تم اكتشاف الإسترانشيوم90 وهو نظير ذو أثر خطير).

كانت نسبة الإشعاعات التي أصابت المنطقة أكثر ب200 مرة من الإشعاعات التي نتجت عن القنبلة الذرية التي سقطت على هيروشيما و ناجازاكي, حيث لم تتمكن أجهزة قياس مستوى الإشعاع المتوفرة حينئذ من قياس نسبة الإشعاع الصادرة عن المفاعل, بالإضافة إلى أن مستوى الإشعاع في بعض الأماكن القريبة من المفاعل وصل إلى درجة مرتفعة جداً, وبلغ عدد الوفيات في هذا الحادث 33 شخصاً وكانوا من العاملين ورجال الإطفاء الذين لم يتلق أغلبهم أي تدريب مسبق للتعامل مع المواد ذات النشاط الإشعاعي الناتجة عن المفاعلات النووية .

آثار الكارثة
أدى الانفجار إلى مقتل 33 شخصاً بشكل مباشر وإدخال نحو 300 شخص إلى المستشفى لتعرضهم لجرعات كبيرة من الإشعاع كما تم تقدير عدد الموتى في السنوات التي لحقت الكارثة بنحو 7000 إلى 10آلاف شخص
د أثر الحادث في المقام الأول على سكان أوكرانيا حيث قدر عدد المصابين بسرطان الغدة الدرقية نتيجة للتسرب الإشعاعي في تلك الدولة ب3.4 مليون حالة, كما أصيب عدد كبير بمرض الإشعاع الذي ينتج عنه سقوط الشعر والتسلخات الجلدية, وكان مئات المصابين بجرعات إشعاعية شديدة أجريت لهم عملية زرع نخاع, وتعرض البعض لجرعات إشعاعية سببت إصابة الغدد الجنسية وهي تؤدي إلى خلل في الجينات الوراثية.
ويعتقد خبراء التلوث أن القاطنين في منطقة الحادث سيعانون من خطر الإشعاعات خلال الثلاثين عاماً القادمة وستظهر الآثار المبكرة على المقيمين قرب منطقة المفاعل النووي بسبب تأثير الإشعاعات على خلايا الدماغ والكلية والكبد والتأثير على الجهازين التناسلي والمناعي.
لقد تأثرت التربة الزراعية بهذا الحادث إلى حد كبير, لأن نحو مليوني هكتار من الأراضي الزراعية المجاورة للمفاعل في أوكرانيا وبيلاروسيا أصبحت ملوثة بالإشعاع نتيجة تساقط السحابة المشعة مع الأمطار فوق هذه الأراضي
وحذرت الحكومة من تناول الخضروات الملوثة بالإشعاعات وتم جرف وإزالة سطح التربة الملوثة بعمق 10 سم حتى لا تنبت فروعات ملوثة.

كانت معظم الدول قلقة على الأطفال من أخطار اليود المشع131 كأخطر مادة مشعة لأنهم يتناولون الحليب الذي مصدره الماشية التي تتغذى على العشب الأخضر الذي تعرض للتلوث, لذا صدرت أوامر في كثير من الدول بعدم ترك الماشية تتغذى على العشب الأخضر والاقتصار في تغذيتها على الأعلاف المخزونة .




هناك تعليقان (2):